إن من الجدير بالاعتبار أن اليهود كلهم يشاركون الإسرائيليين في أخلاقهم شبه النازية، غير أن هناك من اليهود في إسرائيل من تصدمهم الحقيقة عندما يعيدون النظر في الحلم الذي كانوا يتوقون لتحقيقه. وكما أشرت من قبل، هناك في أمريكا (المجلس الأمريكي لليهودية)، الذي يضم جماعة من يهود أمريكا ممن لا يخجلون من اعتبار أنفسهم أمريكيين، ويلتزمون بأفضل مثل ومبادئ ديانتهم. ومن بين أعضاء هذه المنظمة الحبر (المر بيرغر). ولكن صوته، كأصوات الكثير من الآخرين، تطغى عليه أصوات الأغلبية الساحقة من المنظمات اليهودية الصهيونية المرعبة. وقد زار هذا الحبر إسرائيل والأرض المقدسة سنة 1955، ودوّن انطباعاته في سلسلة من الرسائل، صدرت تحت عنوان (من يعرف لا بد أن يعلن). ويعتبر بيانه النزيه الصريح حول اللاجئين العرب ذا أهمية عظمى. فهو يقول ضمن رسائله: (ولكن حالة اللاجئين ليس هي المأساة كلها. فليس أقل من ذلك رعباً وحزناً عقلية أولئك المهتمين (بحل) أو (تلطيف) هذه المشكلة. وأن من الصعب إخماد نار الغضب الذي ينتاب من ينظر إلى اللاجئين ويسمع قصتهم من أفواه المحايدين، من أمثال رجال (وكالة الغوث الدولية) (ناهيك عن سماعها من المتحدثين باسم اللاجئين أنفسهم)، وينظر إلى نصيحة (ايبان) المرتجلة بأن عند الدول العربية الأراضي الواسعة وأن عليها استيعاب هؤلاء الناس.. إنني لم أستطع الوقوف في تلك الأماكن التي يوجد فيها اللاجئون ـ تذكر أنني يهودي دون أن أتوارى خجلاً وأسفاً وبغضاً للعنصرية (اليهودية) التي خلقت دولة تقول اليوم إن هؤلاء الناس (الفلسطينيون) لا يمكن أن يعيشوا فيها، لأنهم ليسوا يهوداً.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ـ كان العقل المدبر للعملية هو الإرهابي مناحيم بيغن، وأيدته في ذلك جميع المنظمات اليهودية.. وقد صدر ضده حكم بالإعدام، لكنه ظل متخفياً.. وقد توصل سنة 1977 إلى رئاسة الحكومة الاسرائيلية
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ـ كان العقل المدبر للعملية هو الإرهابي مناحيم بيغن، وأيدته في ذلك جميع المنظمات اليهودية.. وقد صدر ضده حكم بالإعدام، لكنه ظل متخفياً.. وقد توصل سنة 1977 إلى رئاسة الحكومة الاسرائيلية