منتدى الاقصى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

alaqsa-pal.yoo7.com ااهلا وسهلا بكم المنتدى ملك الجميع ايها الاحرار


    مؤتمر مدريد

    ameeral
    ameeral
    المديـــر العـــــام
    المديـــر العـــــام


    ذكر

    عدد الرسائل : Number of messages : 1824
    العمر : Age : 49
    تاريخ التسجيل : 22/03/2009

    مؤتمر مدريد Empty مؤتمر مدريد

    مُساهمة من طرف ameeral الثلاثاء يونيو 09, 2009 6:16 pm

    مؤتمر مدريد للسلام وعار العرب الأكبر



    خرج الأرعن جورج بوش منتصرا في كل الميادين ،فقد شق صف العرب وأخرج العراق من الكويت ،ودمّر القدرة العراقية، وحَجّم دورها ،واستطاع ان يجعل دول العرب ولأول مره تعلن عن صداقتها الحميمة مع بلاده، في ما عرف بدول( المع )مثل دول الخليج ومصر، واصبحت صور بوش تملأ شوارع الكويت ،حتى انهم كتبوا تحت صورته سبحان الذي سخر لنا هذا ..

    بهذا الغباء وجدوه الوسيلة للحفاظ على امتيازاتهم ،في حين انه هو من سخرهم وسخر قضيتهم لتنفيذ ما يريد منهم ،فجعلهم حميرا يحمل على ظهورهم هيكل سليمان الى القدس .... وجعلهم ابقارا تدر النفط الى بلاده دون مقابل بما اسموه عقود اعادة الإعمار

    والمحصلة الخارج المنتصر المحبوب عند نصف العرب ،اعلن للسفاء انه بطل تحرير ويريد ان يتم ما بدأ ويحرر فلسطين ،ولكن بما اسماه مؤتمر سلام تصبح فلسطين فيه ليست فلسطين التي نعرف ،وانما مناطق معزولة يسكنها الفلسطينيين، ولتسمى دولة، وبالمقابل يعترف العرب بحق اسرائيل ليس بالوجود فقط ،وانما بالسيادة، وأعلن بوش ان العالم سيقسم تقسيما جديدا بالذات ان الاتحاد السوفييتي قد انهار، والسيد بوش يستغل هذا العالم الجديد الذي سيكون فيه هو القطب الوحيد لفرض سياسته على الناس وما يريد ، وأول ما يريد هو وغيره من المغبونين تثبيت وجود اليهود في فلسطين، واعطائهم بذلك الإعتراف من العرب والفلسطينيين والناس اجمعين .

    أعلن بوش عن إطلاق عملية سلام تبدأ في مؤتمر مدريد، ووافق العرب على ذلك مجتمعين باستثناء العراق بما فيهم منظمة التحرير، والتي صورت مشاركتها على انها نصر مبين ،ولو كانت بوفد ضمن الوفد الأردني ، واتقنت حنان عشراوي هذا الدور اذ بكت على الشاشات وهي تقول ان اخيرا هناك من يمثل فلسطين .. وتم استغلال الأمر كالعادة لصالح اصحاب المصالح ،فالمنظمة مثلا أصبحت تُكرر النغمة السابقة البالية وهي القرار الفلسطيني المستقل، والوصاية العربية وغير ذلك من ما سيبرر لها اي تصرف تنتزع فيه اعترافا بحق تمثيلها للفلسطينيين ، وكأنها لا تمثلهم فعلا الا بإعتراف العدو انها الممثل الشرعي والوحيد .

    اكثر ما لفت نظري في مؤتمر السلام هذا، لم يكن النفاق السوري والتمثيل المخزي الذي قام به فاروق الشرع ،ولا منظر رعاة الشاة وهم يسيرون على غير هدى كالذي استهوته الشياطين حيران، ولا فصاحة لسان خائن الأردن الحسين ، انما لفت انتباهي هو كيف بال شامير على على وجوههم مجتمعين حين فجر قنبلتين في خطابه، الأولى ذكر العرب ان اجتماعهم هذا هو وقت صلاة الجمعة التي لم يلتزموا هم فيها ،بينما هو لن يتم المؤتمر لأنه يحب ان يكون في عاصمته المقدسة يوم السبت المقدس ..

    وهكذا بصق شامير في وجه كل عربي... في وجه كل من بقي عنده كرامة... ولكنهم لم تهتز شواربهم ..ولم يتحرك فيهم اي شيء، بل ضحكوا وصفقوا لإسحاق شامير بعد ان انهى بصاقه في وجه آخرهم ..

    هكذا تمت المهزلة ،ليعلن عن الأخطر وهو رفض إسرائيل مفاوضة العرب مجتمعين، وانما دعوتهم الى مفاوضات ثنائية ،وبالطبع رغم تمثيل البعض الذي اعتدنا عليه الا انهم لا يجدون من يقول لهم لا ، واستمر التفاوض سرا ولا اقول بدأ، بل استمر لأنه موجود أصلا دون ان يعلن عنه، اما الآن فقد أُعلن عنه رسميا ،وفي المطابخ كان يُقرر كيف سنعلن عن الإتفاقيات التي لم يتم التفاوض حولها اصلا، وانما وضع اليهود شروطهم ليوقع عليها الطرف الآخر، ويضحك ويُعلن عن انتصاره ببلاهة لا تخفى الا على من كان منتفعا من هؤلاء الحشرات.

    المهم لبحثنا هنا ان المنظمة اعلنت أخيرا عن سقوطها ولأول مرة توافق على ما يسمى تفاوض، والحجة طبعا موجودة .. تغير موازين القوى ..هزيمة العراق ... شق الصف العربي .... والتمويل الذي ضاع من الكويت ودول النفط في الخليج ... كل هذه المبررات تكفي ان يكذبوا على انفسهم ويقنعوها ان لا بد من السقوط، ولكنها لا تقنع طفلا فلسطينيا عاش في خيمة في مخيم على هامش العالم ،واطلق من العدم ثورة هزت الدنيا ،لن يقنعوه ان وضعهم اسوأ من اي وقت مضى، فالخيانة العربية قديمة ، والخذلان منهم قد تعودنا عليه بل أدمّنا حتى عاد مُستغربا ان لا نجده..

    اما الفقر والعوز فمن المخيمات خرجنا حيث لا قيمة للمال، لأنه لا يوجد ما يُبذل المال فيه ....اما عن ميزان القوى ... فمتى كان معنا ..؟ومتى انتفعنا بثنائية القطبية اصلا؟؟ ألم تكن كل الدول العظمى مختلفة في كل شيء الا دعمها لإسرائيل..؟! فما حاجتنا لثنائية القطبية والتوزيع الجديد لقوى العالم ..؟

    او لعلهم يتناسوا ان أول من أعترف بإسرائيل هم السوفييت، وان المهاجرين الأكثر تطرفا هم روس اصلا وقد سمح لهم السوفييت بالهجرة، اذا الحديث عن هذه المبررات سخافة وحتى الحديث عن الإبتعاد عن خط المواجهة اصبح لا معنى له، بعد ان فجّر شعب فلسطين ثورة الحجارة، وبدأت تؤثر على اليهود، ثم ان قربها من اليهود واختلاطها بهم جعل تأثير الحجارة فيها أكبر من مدافع العرب في الحروب او عفوا ما سمي بحروب بين العرب واسرائيل .

    كان ما تم في مدريد يعتبر إعترافا ضمنيا من العرب بإسرائيل ،وسقوطا حقيقيا لآخر ورقة تمسك بفلسطين على المستوى الرسمي، وهي منظمة التحرير التي كما أشرنا سارعت الى ان تهز الذيل حتى لا يُسرق دورها من الأردن ،كما صيغت التمثيلية لتسويق هذا على الثوار باسم التك تيك ايضا ،او قلة أوراق اللعب إضافة الى ما ذكرنا عن اوضاع عالمية واقتصادية، والعامل الذي لا يقل أهمية ان الطريق داخل القيادة أصبح ممهدا، فالقيادات القوية المتمسكة غُيبت عن الساحة بالإغتيالات، واصبح نفوذ المعارضين لتصفية القضية وإسقاط المنظمة صغير جدا، وليس من قيادات الصف الأول بعد رحيل ابو جهاد وابو إياد تحديدا، وأصبحت الكلمة الأولى والأخيرة لياسر عرفات الذي كان يميل منذ البداية للحل، وموقفه من مبادرة الأمير فهد آل سعود ،ومن عرض الحُسين ابن طلال لا يزال حاضرا في الأذهان، فنحن لا نتهم الرجل بما ليس فيه او ما لم يُسجل عليه مواقف مسبقة ومعروف ايضا من عارض هذه المبادرات .

    وكما اتفقنا لا تقولوا لنا ان الظروف تغيرت وان... وان ..فما كانت قياداتنا الشريفة تراهن يوما على نظام عربي ولا عالمي ،انما على سواعد ثوّارها وابنائها وبنادقهم ،من هنا نخلص ان الأمر ليس وليد اليوم، وانما امر تخطيط واعداد وتمهيد، بدأ منذ ركب آخر جندي فلسطيني على الباخرة في ميناء بيروت، ونُفذ على مراحل.. أولها كان إزالة العقبات امام هذا المخطط ،وآخرها كان كسر الحاجز النفسي بما تم من لقاء في مؤتمر مدريد بين العرب واليهود ممثلين بواحد من اقبح مجرميهم وهو اسحاق شامير .

    هذه كلها كانت مقدمة لمرحلة جديدة.. هي مرحلة الإتفاقيات.. والتطبيع ..وقبول اسرائيل ...كأمر واقع من كل العرب.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 9:44 pm