انطلاقة حركة التحرر الوطني الفلسطيني عام 65
كما يستنتج القارئ في السابق من سطور، ان المراد لشعب فلسطين المهجر منه والباقي على ما تبقى من أرض فلسطين، ان يذوب في المحيط العربي او تفتح له ابواب الهجرة الى حيث الخلاص من جحيم المخيم اللذي ساهمت بعض انظمة العمالة في جعله جحيم لا يطاق، بالذات حيث يتواجد الفلسطينين بأعداد قليلة , كانت طرق التذويب وقتل القضيه في الشعب المهجر تسير بثلاث خطوط متوازيه ....
الاول : حيث يوجد الفلسطينيين بكثره مثل الأردن ،وهنا كان استيعابهم وتذويبهم بمنحهم الجنسية بعد قرار وحدة الضفتين، فيصبحوا اردنيين ويشغلوا بأمور معيشتهم، وبالتالي يتم التذويب على مراحل في كل جيل جرعة بحيث ينتهوا الى نسيان حتى ان الوطن مجرد شعار يتسامر فيه الكبار بالسن بحديثهم عن ايام البلاد.
والثاني :حيث يتواجد الفلسطينيين بأعداد قليلة مثل لبنان وكان هنا التقييد بسلاسل وأغلال، بحيث يفتح باب الفرار الى ابعد نقاط الأرض فرارا من سلاسل ضيق العيش وقلة الحيلة وانعدام الفرص ،بل واحتقار الإنسان وامتهان عقله ونفسه وعلمه ،بحيث لا يسمح له بالعمل الا في سبعة مهن دونيه مهما علت درجته العلميه ،وبالتالي دفع الجميع الا الهجرة بعيدا عن ما يذكرهم بماضيهم وبالذات اصحاب العقول ،وفي هموم الغربة والمجتمع الجديد ينهمك الفلسطيني والجيل الثاني او الثالث في المهجر، سينسى عروبته ايضا وليس فقط فلسطينيته.
والثالث: حيث يتواجد الفلسطينيين ايضا بأعداد ليست كثيرة، ولكن ضمن نظام شمولي متنطع بالعروبة يجعل من الشعار هو الهدف الأقصى ،وبالتالي ينهمك الفلسطيني كما ينهمك المواطن المضيف ايضا بالشعارات،وفي ذات الوقت كما في الأنظمة الشمولية كافة تطغى هموم العيش اثر التضييق على كل شيء، بل وتربط بالشعارات بحيث يكره الانسان حتى الشعار مع عضة الجوع ومرارة الحرمان.
للإشاره فقط اشير الى ان كل هذه المخططات تحطمت امام اصرار الشعب الفلسطيني وتمسكه بالتراب، فهو ترابي بطبعه حتى انه يحن ليس فقط الى فلسطين بل الى المخيم متى ابتعد عنه، وبدلا من ان تنفذ مخطاطتهم في تذويبه وابعاده عن قضيته ،كان يزداد تمسكا اكثر من قبل، والجيل اللذي لم يرى فلسطين الا خيالا في ذهن طفل صمم واقدم وفهم وقرر ان يأخذ المبادرة بيده ،بالذات بعد ان تبين له ان من كان يتكلم بإسمه ما هو الا عامل ضده ،ومعين لعدوه، فكان مهيأ للترحيب بأي عمل وطني يطالب بحقه، بل ومستعد للتضحية في سبيل ذلك ليصنع له هوية تطالب بحقه .
كان هذا على المستوى الشعبي ،اما على المستوى السياسي فكانت النخب السياسية الفلسطينية او بقاياها ان صح التعبير ،تحتوى بطريقة اخرى اذ استقطبتها الشعارات الناصرية ، ثم قيدت بالتبعية لهذه الشعارات التي ثبت كما سبق انها لم تكن الا زائفة، لا هدف لها الا امتصاص الصحوة او الشعور المندفع نحو الثأر من اليهود...
في وسط هذه الظروف ومن حيث خطط من الاعداء ونفذ من العملاء من خطوات وفي منطقة هي محل اغراء بالعيش الرغيد ،والدخل الوفير ،كانت إنطلاقة مجموعة من الشباب الفلسطيني ضاربة للأوغاد مثلا على ان إرادة شعب فلسطين لا يمكن ان تزول امام مخطاتهم , اعلنت هذه المجموعة انطلاقة حركة فتية، حركة لم يتوقع احد ان تنطلق من الكويت على يد شباب ناجح متعلم ،كانت انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي عرفت بفتح , وقد كانت الحركه تعمل بشكل سري منذ أواخر الخمسينات ،ولكن اعلان الإنطلاقه كان في منتصف الستينات ,وكما اشرنا كان اللاجئون الفلسطينيين متعطشين لثورة كهذه، وبالذات بعد ان اعلنت قوات العاصفة وبدأ الشباب بالإنضمام للحركة الفتية اللتي رأوا فيها الأمل القادم للنصر والتحرير بعد خيبات الأمل المتتابعة في انتظار الرد العربي، واعلن عن مجموعة عمليات تم تنفيذها ضد اليهود تحت توقيع العاصفة، مما زاد امل المهجرين من جهة وصعد قلق انظمة العمالة العربية من جهة اخرى، وحيك ما حيك في خفايا الغرف المغلقة وعبر الرسائل بين الأسياد والأتباع ،ليخرج لنا سيادة القائد للثورة المسخ بمولود عجيب مشوه تأخرت ولادته كثيرا ،وما اذن له القادة العظام بالولادة الا بعد ما احسوا ان الشعب الفلسطيني قرر التحرك ،فخافوا ان ينفلت الأمر منهم وبالتالي من اسيادهم في تل ابيب وغيرها من مطابخ المؤامرات، فقاموا عام 64 بإعلان انشاء منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربي الاول اللذي عقد في القاهره .
وسبحان الله كل شيء من حولنا تغير الا مؤتمرات القمة هذه ،فهي منذ اولها لا تعقد الا لترفع الحرج عن القادة العظام ،او لتنفذ اوامر صدرت من الأسياد بصيغة رسمية جماعية، او لتقطع الطريق على غضبة جماهيرية عربية، وبالطبع كان التحرك سريعا واصبحت المنظمة المدعومة عربيا ،كيان موجود ورسمي حسب تفسيراتهم،فوضع احمد الشقيري للمنظمة ميثاقا ،وانشأت بموجب الميثاق موسسات لهذه المنظمة يختارهم الشقيري عفوا عبد الناصر من كان يختار في الحقيقة، ثم عينت مجموعة من الشخصيات كأعضاء مجلس وطني، والعجيب ان الدعم المالي لم يتأخر لهذه المنظمة كما كان يسوف ويتأخر حين يتعلق بالجهاد المقدس، او بالثوار في فلسطين قبل عام 48، المهم ان هذه الأعمال وهذه المنظمة لم تصرف الناس عن الحركة الناشئة من الشعب نفسه، بل كانت في صعود مستمر، وهنا لم يجد سيادة الرئيس ومن حوله بُدا من لعب لعبة جديدة، وهي احتواء هذا المارد الناشيء داخل المنظمة الإطار الذي فصله عبد الناصر وغيره من الحكام ولا اقول قادة فهذا الإسم كبير عليهم،،،
وبالذات بعد ان تمت مهزلة 67 وكشفت حقيقة الأبطال واظهرت بطولاتهم الفذة في الخطاب الإعلامي ...ونظم القصيد ....وتلحين الأهازيج، بالإضافة الى الكذب على الأمة بالبيانات الكاذبة، وكان تخدير الشعب وقت الحرب له هدف آخر غير
خدمة العدو...
الاول : حيث يوجد الفلسطينيين بكثره مثل الأردن ،وهنا كان استيعابهم وتذويبهم بمنحهم الجنسية بعد قرار وحدة الضفتين، فيصبحوا اردنيين ويشغلوا بأمور معيشتهم، وبالتالي يتم التذويب على مراحل في كل جيل جرعة بحيث ينتهوا الى نسيان حتى ان الوطن مجرد شعار يتسامر فيه الكبار بالسن بحديثهم عن ايام البلاد.
والثاني :حيث يتواجد الفلسطينيين بأعداد قليلة مثل لبنان وكان هنا التقييد بسلاسل وأغلال، بحيث يفتح باب الفرار الى ابعد نقاط الأرض فرارا من سلاسل ضيق العيش وقلة الحيلة وانعدام الفرص ،بل واحتقار الإنسان وامتهان عقله ونفسه وعلمه ،بحيث لا يسمح له بالعمل الا في سبعة مهن دونيه مهما علت درجته العلميه ،وبالتالي دفع الجميع الا الهجرة بعيدا عن ما يذكرهم بماضيهم وبالذات اصحاب العقول ،وفي هموم الغربة والمجتمع الجديد ينهمك الفلسطيني والجيل الثاني او الثالث في المهجر، سينسى عروبته ايضا وليس فقط فلسطينيته.
والثالث: حيث يتواجد الفلسطينيين ايضا بأعداد ليست كثيرة، ولكن ضمن نظام شمولي متنطع بالعروبة يجعل من الشعار هو الهدف الأقصى ،وبالتالي ينهمك الفلسطيني كما ينهمك المواطن المضيف ايضا بالشعارات،وفي ذات الوقت كما في الأنظمة الشمولية كافة تطغى هموم العيش اثر التضييق على كل شيء، بل وتربط بالشعارات بحيث يكره الانسان حتى الشعار مع عضة الجوع ومرارة الحرمان.
للإشاره فقط اشير الى ان كل هذه المخططات تحطمت امام اصرار الشعب الفلسطيني وتمسكه بالتراب، فهو ترابي بطبعه حتى انه يحن ليس فقط الى فلسطين بل الى المخيم متى ابتعد عنه، وبدلا من ان تنفذ مخطاطتهم في تذويبه وابعاده عن قضيته ،كان يزداد تمسكا اكثر من قبل، والجيل اللذي لم يرى فلسطين الا خيالا في ذهن طفل صمم واقدم وفهم وقرر ان يأخذ المبادرة بيده ،بالذات بعد ان تبين له ان من كان يتكلم بإسمه ما هو الا عامل ضده ،ومعين لعدوه، فكان مهيأ للترحيب بأي عمل وطني يطالب بحقه، بل ومستعد للتضحية في سبيل ذلك ليصنع له هوية تطالب بحقه .
كان هذا على المستوى الشعبي ،اما على المستوى السياسي فكانت النخب السياسية الفلسطينية او بقاياها ان صح التعبير ،تحتوى بطريقة اخرى اذ استقطبتها الشعارات الناصرية ، ثم قيدت بالتبعية لهذه الشعارات التي ثبت كما سبق انها لم تكن الا زائفة، لا هدف لها الا امتصاص الصحوة او الشعور المندفع نحو الثأر من اليهود...
في وسط هذه الظروف ومن حيث خطط من الاعداء ونفذ من العملاء من خطوات وفي منطقة هي محل اغراء بالعيش الرغيد ،والدخل الوفير ،كانت إنطلاقة مجموعة من الشباب الفلسطيني ضاربة للأوغاد مثلا على ان إرادة شعب فلسطين لا يمكن ان تزول امام مخطاتهم , اعلنت هذه المجموعة انطلاقة حركة فتية، حركة لم يتوقع احد ان تنطلق من الكويت على يد شباب ناجح متعلم ،كانت انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي عرفت بفتح , وقد كانت الحركه تعمل بشكل سري منذ أواخر الخمسينات ،ولكن اعلان الإنطلاقه كان في منتصف الستينات ,وكما اشرنا كان اللاجئون الفلسطينيين متعطشين لثورة كهذه، وبالذات بعد ان اعلنت قوات العاصفة وبدأ الشباب بالإنضمام للحركة الفتية اللتي رأوا فيها الأمل القادم للنصر والتحرير بعد خيبات الأمل المتتابعة في انتظار الرد العربي، واعلن عن مجموعة عمليات تم تنفيذها ضد اليهود تحت توقيع العاصفة، مما زاد امل المهجرين من جهة وصعد قلق انظمة العمالة العربية من جهة اخرى، وحيك ما حيك في خفايا الغرف المغلقة وعبر الرسائل بين الأسياد والأتباع ،ليخرج لنا سيادة القائد للثورة المسخ بمولود عجيب مشوه تأخرت ولادته كثيرا ،وما اذن له القادة العظام بالولادة الا بعد ما احسوا ان الشعب الفلسطيني قرر التحرك ،فخافوا ان ينفلت الأمر منهم وبالتالي من اسيادهم في تل ابيب وغيرها من مطابخ المؤامرات، فقاموا عام 64 بإعلان انشاء منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربي الاول اللذي عقد في القاهره .
وسبحان الله كل شيء من حولنا تغير الا مؤتمرات القمة هذه ،فهي منذ اولها لا تعقد الا لترفع الحرج عن القادة العظام ،او لتنفذ اوامر صدرت من الأسياد بصيغة رسمية جماعية، او لتقطع الطريق على غضبة جماهيرية عربية، وبالطبع كان التحرك سريعا واصبحت المنظمة المدعومة عربيا ،كيان موجود ورسمي حسب تفسيراتهم،فوضع احمد الشقيري للمنظمة ميثاقا ،وانشأت بموجب الميثاق موسسات لهذه المنظمة يختارهم الشقيري عفوا عبد الناصر من كان يختار في الحقيقة، ثم عينت مجموعة من الشخصيات كأعضاء مجلس وطني، والعجيب ان الدعم المالي لم يتأخر لهذه المنظمة كما كان يسوف ويتأخر حين يتعلق بالجهاد المقدس، او بالثوار في فلسطين قبل عام 48، المهم ان هذه الأعمال وهذه المنظمة لم تصرف الناس عن الحركة الناشئة من الشعب نفسه، بل كانت في صعود مستمر، وهنا لم يجد سيادة الرئيس ومن حوله بُدا من لعب لعبة جديدة، وهي احتواء هذا المارد الناشيء داخل المنظمة الإطار الذي فصله عبد الناصر وغيره من الحكام ولا اقول قادة فهذا الإسم كبير عليهم،،،
وبالذات بعد ان تمت مهزلة 67 وكشفت حقيقة الأبطال واظهرت بطولاتهم الفذة في الخطاب الإعلامي ...ونظم القصيد ....وتلحين الأهازيج، بالإضافة الى الكذب على الأمة بالبيانات الكاذبة، وكان تخدير الشعب وقت الحرب له هدف آخر غير
خدمة العدو...