من طرف 
جنين- تقرير معا- تسود حالة من التوتر مخيم جنين في أعقاب حادثة اغتيال العقيد هشام الرّخ رئيس اللجنة الشعبية للخدمات في المخيم فجر اليوم الاربعاء على أيدي مسلحين مجهولين، ويؤم منذ الصباح منزل عائلة الرخ في مخيم جنين عشرات المواطنين للتعبير عن استنكارهم للجريمة.
وروى النائب شامي الشامي لوكالة "معا" تفاصيل حادثة الإغتيال، قائلا إنه كان برفقة الرخ الذي أوصله إلى منزله ثم تابع سيره، وبعد حوالي دقيقتين سمع صوت إطلاق نار في المنطقة الواقعة قرب جامع الاسير ما بين منطقة الجبريات ومخيم جنين.
وتابع الشامي يروي تفاصيل ما حدث بناء على ما استقاه من شهود العيان، قائلا إن الرخ تعرض لهجوم من قبل مجموعة مسلحين بادروه بإطلاق النار من الأمام والجانب الأيسر، وعندما حاول الفرار والعودة إلى الخلف اصطدمت سيارته بصخور على جانب الطريق، حتى اضطر الى الترجل ومحاولة النجاة إلا أن المسلحين واصلوا إطلاق النار عليه حتى سقط على الأرض على مسافة تبعد 50 مترا من سيارته وهو مصاب بالرصاص في انحاء مختلفة من الجسم.
وحاول مواطنون هرعوا إلى المكان انقاذ الرخ بنقله إلى مستشفى جنين الحكومي إلا أنه فارق الحياة قبل وصوله الى المستشفى متأثراً بإصاباته البليغة، بينما لاذ منفذو الهجوم بالفرار.
وتجدر الإشارة أن العقيد هشام الرخ يشغل منصب نائب مدير جهاز الامن الوقائي في جنين وله اربعة ابناء وله شقيق يتهيأ للزواج في 23 الشهر الجاري.
وأدان الرئيس محمود عباس جريمة اغتيال العقيد هشام الرخ ونعى الفقيد، واعدا بأن تعمل الأجهزة الأمنية بكل قوتها من أجل الوصول إلى الجناة ومحاسبتهم على جريمتهم الغريبة عن عادات شعبنا وأخلاقه.
وقال الرئيس في بيان صدر عن الرئاسة تلقت "معا" نسخة عنه "إننا إذ نعبر عن إدانتنا واستنكارنا لمثل هذه الجريمة البشعة والجبانة والغريبة عن عادات شعبنا وأخلاقه وتقاليده والخارجة عن أصول وأعراف ديننا الحنيف، لنؤكد لكل أهلنا في محافظة جنين الصامدة ولكافة أبناء شعبنا أننا لن نتهاون في التعامل مع هذه الجريمة النكراء، وقد أصدرنا التعليمات الصارمة لكافة الأجهزة المعنية في كافة أراضينا الفلسطينية لمتابعتها، والعمل بكل قوة ضد تلك الفئة الخارجة والغريبة عن شعبنا من أصحاب الأجندات المشبوهة التي تريد إعادتنا إلى مربع الفلتان ومحاولة تنفيذ المخططات المشبوهة المعادية لشعبنا، والتي تقف ضد رغبة المواطنين في تحقيق الأمن والأمان في جنين، وسنضرب بكل قوة على يد العابثين بأمن وأمان المواطن".
واستعرض البيان مناقب الفقيد الذي قضى "بعد مسيرة طويلة، وتاريخ حافل كان خلالها أحد رموز العمل الوطني الفلسطيني الذي انخرط فيه منذ شبابه المبكر ملتزما بالمشروع الوطني ومدافعا عن سلطته الوطنية ومحافظا على أمن الوطن والمواطن، ملتحقا بقوافل كبار شهداء فلسطين البررة الذين قضوا على دروب النضال الوطني من أجل أن ينبعث فجر الحرية في ربوع وطننا فلسطين".
وفي ذات الإطار أكد اللواء طلال دويكات محافظ جنين أن السلطة فتحت تحقيقا لكشف ملابسات الجريمة، وان الأجهزة الأمنية بدأت بجمع المعلومات والقرائن منذ اللحظة الأولى في مسعىً لألقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
وقال اللواء دويكات لـ "معا" إن "ما جرى جريمة نكراء راح ضحيتها مناضل له تاريخ نضالي كبير، وهذا لا يعطي مؤشرا بأن الفلتان الامني قد استشرى فهناك بعض المحافظات تحدث فيها جرائم في وضح النهار لكن هذه الجريمة حدثت في جنح الظلام".
وشدد على أن المؤسسة الأمنية ستواصل الجهود لقطع دابر كل من يفكر في المس بالحالة الأمنية في جنين، وحتى لو تم اعتقال الجناة فإن الجهد الأمني سيتواصل.
