قد يكون تسريع خطوة عودة الخميني واطلاق مشروع الطعن في عقيدة المسلمين تقدم عن موعده، لأن كل شيء تم بسرعه وكأنها احداث لا يلزمها اعداد ولا تنسيق على مستويات ضخمة للاطاحة بطاغية مثل الشاه، وهو الرجل المدعوم من الغرب كله ,, واظن ان هذا السبب كان هو الحلم العراقي في التقدم وامتلاك القدرة وبالذات بعد استضافة العراق للعلماء العرب ،وخصوصا عالم الذرة المصري اللذي اغتاله الموساد في فرنسا ،التي بنت مفاعل تموز للعراق , قد يكونوا ادركوا ان الوضع في العراق خطير ومختلف عن ما عرفوا من قبل ,,فالمستهدف من الثورة اذا ابعاد العراق واشغاله عن امته وعن مشاريعه التنموية والصناعيه والعلمية، وتدمير هذا المشروع النهضوي ثم الطعن في عقيدة المسلمين بعد ان كرست الفرقة بين بلدانهم بفعل العملاء الاوائل اللذين سبق ذكرهم وذكر ادواراهم، لذلك كانت اول اعلانات الثورة الخمينية ليس اصلاح ما افسده نظام الشاه ،بل كانت تصدير الثوره بمعنى نشر الفكر الرافضي الكفري ،ثم اعلان الحرب على العراق، وقد بدأ ذلك بانتهاك الحدود العراقية في سبتمبر عام 1980 ،ثم اطلاق العملاء اللذين اعدهم الخميني اثناء وجوده في العراق وهم حزب الدعوة ليقوموا بتفجيرات كانت اولها تفجير استهدف طارق عزيز في الجامعة المستصرية في بغداد عام ،80 وبذلك ندخل في القادسيه الثانيه التي حطم فيها ابو الليثين حلم الغرب، ووقف شوكة في وجه الرفض وفكره الكفري ونشره، بما سمي تصدير الثورة وجمده في حدود دولة الخميني المجوسية، وفي ذات الوقت افشل مشروع الغرب في النيل من العراق ونهضته كما سيأتي لاحقا ،مما اضطرهم الى التدخل العلني ضد العراق ورئيس العراق .
اذا نخلص من هذا ومن حقائق اخرى موجوده ان الخميني لم يكن صانعا للثورة في ايران، بل كان وارثا لها ،فهو رجل ردود افعال كما يصف الحسن بني صدر اول رئيس لإيران بعد الثورة والذي خلعه الخميني بعد ان عينه.
وقد استدعاه قواد الثورة بعد ان اعد كل شيء في ايران للثورة ليستفيدوا من مكانته الدينية عند الرافضة، والأساطير التي حيكت حوله وهو في فرنسا اضافة الى خطاباته التي كان يدغدغ مشاعرهم فيها من مكانه في باريس .
بقي امام الغرب ضربة أخرى كي يبهروا العرب فيها بفعل الخميني وشخصيته ،ويجعلون منه بطلا مخلصا ومقصدا للحالمين بالإصلاح من العرب امثال راشد الغنوشي وياسر عرفات وبعض قيادات الاخوان المسلمين في الأردن ومصر ،حتى ان بعض المنشدين غنى( يا ابو عمار ايدك في ايد الخميني دم الثوار تنحرر فلسطين).
هذه الخطوة هي موقف الشاه عميل الأمريكان والمستضيف للسفارة الاسرائيلية في طهران، وبالتالي المبغض عربيا، فتخيلوا ان جميع الدول الحليفه للشاه ترفض استقباله كلاجيء في حين يستقبلون من اشير له في دائرة مخابرات, هكذا يرفض الأسياد استقبال عبدهم ،وهم من يحافظوا على من انفضح أمرهم من جواسيسهم وعملاءهم الصغار, في حين يفتح انور السادات الخائن الجديد في نظر العرب بعد مهزلة كامب ديفد ذراعيه للشاه ويستقبله بل ويصاهره .. اذا ظهر هكذا امام الناس ان الخميني جاء ضد امثال السادات واعلن عن فكرة تصدير الثورة، والموت للشيطان الأكبر واسرائيل اللذين تبين انه تعاقد معهم على صفقات سلاح سريه، تم فضحها فيما بعد بما عرف في ايران جيت، ثم قضية الرهائن الأمريكيين وتبديل سفارة اسرائيل بسفارة لدولة فلسطين في طهران، كل هذا جعل من الخميني بطلا في اعين العرب ،وكادت حيله ان تمر لولا ان سريرته ظهرت في ما اصدر من كتب تدعوا الى عقيدته الفاسدة، وخصوصا كتاب تحرير الوسيلة والحكومه الاسلاميه .
اذا ها هي فكرة الدولة العبيدية تعود بذات الإسلوب ،فما ان انتهت الثورة وخرج الشاه حتى اتى الخميني ببدعة تمنحه قدسية لا سلطة ومرجعية فحسب، فأحيا ما سمي بولاية الفقيه، وأناب نفسه بصفته المرشد الروحي للثورة عن الإمام الغائب المعصوم ،بل واصبح المراجع يشيعوا انه يجتمع بالدينصور المهدي ،ويتلقى منه الأوامر ويحكم باسمه ذرات الكون .
الولي الفقيه الذي ينزل قوله حسب شرح الخميني لهذه البدعة منزلة القرآن فإذا قال اصبح حكمه قطعيا لا رجعة فيه بل أكثر من ذلك اذ انه يملك مفاتيح الجنة، ويوزعها على الصبيه الأحداث الذين كانو يهاجمون الجيش العراقي بالسلاح الأبيض، على شكل موجات بشريه ،هاهي فكرة الدولة العبيدية تعود بنفس الإسلوب، وما ان تتولى الأمر حتى تبدأ في الإفصاح عن معتقدها ،الذي لم تكن تعلن عنه شيء في بدايتها او في مراحل تلميع قادتها، وسأترك للقاريء ان يربط ذلك بأحداث اليوم، ليعلم اين يمكن ان يدس السم في العسل