صوت
فتح ـ علمت «الشروق» من مصادر فلسطينية ومصرية رفيعة أنه يجرى حاليا
الإعداد لخطة جديدة لعملية التسوية على الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى،
وبمشاورات عربية واسعة النطاق، بدأت من الرياض وفق حل الدولتين المقر
عربيا وأمريكيا وحاز موافقة إسرائيلية أخيرا.
ووفق
تلك المصادر فقد تم إعداد خرائط جديدة، لم يتم الإفصاح عنها بعد، وتجرى
المشاورات حولها، وأن هذه الخرائط طرحت لأول مرة فى الغرف المغلقة التى
ضمت شخصيات فلسطينية مسئولة عن الملف فى إسرائيل فى مباحثات تمت قبيل
زيارة الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز إلى القاهرة نهاية الأسبوع الماضى.
وكانت
صحيفة يديعوت أحرونوت قد كشفت الجمعة الماضية أنه وللمرة الأولى يقوم
مسئولون كبار مصريون وإسرائيليون بوضع خرائط لتبادل الأراضى بين إسرائيل
والدولة الفلسطينية المنتظر الإعلان عنها، وتحديد الكتل الاستيطانية التى
ستبقى فى إسرائيل، وأين تمر الحدود مع الدولة الفلسطينية. وذكرت الصحيفة
الإسرائيلية أنه فى إطار «مسار السلام» توجد أمور متفق عليها بين إسرائيل
ومصر وشخصيات فلسطينية بارزة، كان بيريز قد التقاها قبيل زيارته لمصر.
وتابعت
الصحيفة قائلة: «إن خطة إدارة أوباما للتحرك نحو تحقيق السلام ليست واضحة
بعد»، مشيرة إلى التصريحات التى أدلى بها الرئيس حسنى مبارك حول هذه الخطة
الأمريكية للتحرك والتى قال فيها: «إن الأمريكيين يقومون بصياغتها على
مراحل. تحدثت مع الرئيس الأمريكى وأنا أعرف أن المسألة تمر فى مراحل
الإعداد. الفكرة هى بناء الخطة على اقتراحات الأطراف الضالعة فى القضية
وليس فرض الحل الأمريكى عليها. أنا أعرف أن أوباما يريد حل الصراع
الإسرائيلى الفلسطينى فعلا والصراع الإسرائيلى العربى. لديه فعلا رغبة
قوية».
وأشارت
المصادر التى تحدثت إليها «الشروق» إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الدول
العربية بأنها طالبت إسرائيل بتجميد شبه كامل للاستيطان لمدة ستة أشهر.
وأشارت المصادر إلى أن الهدف من الأشهر الستة هذه منح الجانبين العربى
والإسرائيلى فرصة لبدء المشاورات والعمل على تقييم الفائدة التى تعود على
الجانبين من التجميد. وقد سلمت الولايات المتحدة عددا من العواصم العربية،
بما فيها القاهرة والرياض، قائمة بطلبات ترغب إسرائيل فى الحصول عليها
مقابل الوقف المؤقت للاستيطان، وعلى رأسها السماح للطيران التجارى
الإسرائيلى بالطيران فى الأجواء الجوية لدول الخليج العربى مما يوفر
ملايين الدولارات على الطيران الإسرائيلى الذى يضطر لاتباع مسارات جوية
طويلة لتفادى الأجواء الجوية لدول الخليج خاصة، وعدد آخر من الدول العربية
التى لا تسمح بالطيران الإسرائيلى استخدام أجواءها فى الملاحة التجارية،
وفقا للمصادر.
فى
الوقت نفسه، علمت «الشروق» أن التشاور جارٍ بين الجانبين العربى والأمريكى
فيما يتعلق بوضعية القدس وسبل التعامل معها. وأشارت المصادر إلى أنه فى
حال تم الاتفاق على هذه الأفكار ــ التى تدور فى المجمل حول جعل القدس
عاصمة مفتوحة من الناحية الشكلية على أن يكون ما للعرب للعرب وما لليهود
لليهود ــ فإن هناك مطالب أمريكية بتضمين هذا الأمر فى مبادرة السلام
العربية. وفى حال تضمين هذه الجزئية فى المبادرة العربية، فإن الجانب
العربى قد يتجه لتحديد طبيعة الخطوات التطبيعية مع إسرائيل ومراحل العمل
على تنفيذها «فيما يمثل وعدا صريحا لإسرائيل بما ستحصل عليه». أضافت
المصادر. غير أن المصادر نفسها قالت: إن الاتجاه الغالب فى العواصم
العربية لا يميل للتعديل فى المبادرة العربية بوصفها نص إرشادى، على أن
يتم التفاهم على الخطوات المطلوبة من الجانبين فى إطار اتفاقات متتالية
تتم بإشراف أمريكى