بيت لحم- ترجمة "معا" - خمسة حدائق عامة ضخمة، اسكان رخيص للشبان، الحفاظ
على المباني التاريخية، بناء صديق للبيئة، تطوير اماكن سياحية، الكثير من
الاعمال، هذا جزء من الصورة الوردية التي رسمها معدوا الخارطة الهيكلية
الجديدة للقدس والتي ترسم تصورا لتطوير المدينة خلال السنوات العشرين
القادمة لكن الضغوط السياسية الهادفة لتجميد البناء في المستوطنات من
شأنها ان تؤدي الي تغيير طابع المدينة السكاني وتحويلها اكثر الى مدينة
متدينة ومتزمتة ما يضع علامات استفهام كبرى حول امكانية تنفيذ الخارطة
الهيكلية الطموحة، وفقاً لصحيفة "هآرتس" التي نشرت دراسة مطولة بقلم "نير
حسون" تناولت شكل المدينة السكاني بعد عشرين عاما.
استند التوازن
الديموغرافي في المدينة خلال العقد الماضي على هجرة سنوية ثابتة للازواج
الشابة اليهودية المتدينة الى خارج حدود القدس ووجد الكثير منهم بيوتا
جديدة داخل مستوطنات الضفه الغربية مثل (بيتار عيليت وموديعين عليت).
وطرحت
الدراسة سؤالا افتراضيا حول شكل المدينة، فيما اذا جمدت اسرائيل البناء في
المستوطنات وتوقف خروج اليهود المتدينون من القدس الامر الذي سؤدي التي
تغيير ديموغرافي كبير وتخلط اوراق معدو الخارطة الهيكلية وسكان المدينة من
العلمانيين اليهود.
من المتوقع ان يبلغ عدد سكان القدس عام 2030
المليون نسمة ويستند التخطيط القائم على فرضية المحافظة على الوازن
السكاني الحالي بشكل او بأخر ومن الواضح بان التخطيط لا يتناسب مع الواقع
من ناحية الطبيعة السكانية.
ووفقاً لاقوال المختص بدراسات السكان
البرفسور سيرجي داله بروغله، فان نسبة التوازن بين العرب واليهود في
المدينة في الوقت الحالي 35% الى 65%ولكن هذا التوازن سيتغير خلال السنوات
القريبة بشكل دراماتيكي حيث سيشكل العرب ما نسبته 40% من سكان القدس حتى
عام 2020.
لكن الفجوة الحقيقية بين المخططون والواقع لا تتعلق
بالتوازن بين العرب واليهود وانما بالتوازن اليهودي ذاته بين المتدينين
والعلمانيين حيث افترض المخططون بان العلمانيين والمتدينيين الوطنيين
سيحافظون على غالبيتهم الثابتة بواقع 70% من مجموع السكان اليهود مقابل
اليهود المتزمتين المعروفين باسم "حريديم " عملا بان السبب الرئيسي
للغالبية المذكورة هو هجرة الحريديم المعاكسة وتركهم للقدس لصالح السكن في
المستوطنات وعدم نمو حجمهم بسرعة رغم كثرة الانجاب التي تميزهم حيث بلغت
نسبة الحريديوم عام 1995 ( 29% ) من مجموع السكان اليهود لترتفع بشكل طفيف
نسبيا وتبلغ هذه الايام 32% فقط.
وساعد في بطئ نمو الحريديم داخل
القدس حقيقة ان معظم المهاجرين من المدينة هم من الازواج الاكثر خصوبة
وانجابا حيث تسجل مستوطنتا (بيتار عليت ومودعين عليت) اللتان تشكلان قبلة
المهاجرين الحريديم، نسبة انجاب هي الاعلى في اسرائيل حيث تلد المرأة في
هذه المستوطنات 8 ولادات بالمتوسط وهي اعلى من نسبة الولادات المسجلة حتى
بين الحريديم داخل اسرائيل وتفوق نسبة زيادة سكان مودعين عليت مثيلتها في
القدس بخمسة اضعاف والسؤال المهم كيف ستؤثر هذه الزيادة الكبيرة اذا ما تم
تجميد البناء في المستوطنات؟ اذا ما علمنا بان الهجرة من القدس ليست
مقصورة على اليهود الحريديم وانما ايضا اليهود العلمانيين يتركون المدينة
لصالح السكن في مستوطنة معاليه ادوميم، حيث قال مخطط المدن يسرائيل كمحي
والعامل في مركز القدس لابحاث اسرائيل "ستكون امام العلمانيين دائما
الامكانية لترك المدينة ولكن الحريديم ملزمون بالسكن في مجتمع خاص بهم
لذلك لا يستطيعون الانتقال لاي مكان".
ويرسم الباحث والمختص بشؤون
الحريديم الدكتور يعقوب لوفي صورة متشائمة للوضع ويقول "هجرة الحريديم من
المدينة تسببت بالوضع الديموغرافي الحالي واذا ما تجمد البناء في مودعين
عليت وبيتار عليت سيزداد الضغط ويتفاقم وما جرى في ضواحي القدس الشمالية"
رمات شاؤول وشموئيل هنفي" سيجري في اماكن اخرى مثل كريات يوفيل وبيت فغان
وغيرها حيث سيرحل العلمانيون من هذه الضواحي وسينتقلون للسكن في منطقة غور
هاروفائيم وارنونا والطالبية فيما سيحل الحريديم في الضواحي الرخيصة".
ومن
شأن هذه العملية ان تأخذ دفعة اضافية اذا ادت هجرة العلمانيين الى هبوط
اسعار الشقق في الضواحي المستهدفة من قبل الحريديم وفي هذه الحالة فان خطة
رئيس البلدية نير بركات لتشجيع الازواج الشابة العلمانية والمتدينة للقدوم
الى المدينة لمنع تغيير طابع الاحياء العلمانية ستذوب تحت ضغط الحريديم
المتزايد .
شهد عام 1990 حركة بناء مكثفة لصالح الحريديم خارج الخط
الاخضر كان معظمها بعد اتفاقية اوسلو والنمو السريع لمستوطنة مودعين عليت
وبيتار عليت حسب رأي الخبراء أجّل مواجهة الدولة للضائقة السكنية التي
يواجهها جمهور الحريديم حيث استوعبت المستوطنتان الى جانب مدن اخرى داخل
الخط الاخضر مثل العاد وبيت شيمش الموجة الرئيسية من الزيادة الطبيعية
السريعة لدى الحريديم ولكن هناك ارتفاعا في الاسعار تشهده مدن العاد وبيت
شيمش في الفترة الاخيرة.
وقدم وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي
احد الحلول لهذه المشكلة يتمثل باقامة مدينة للحريديم في وادي عاره ولكن
من المشكوك فيه ان يوافق اليهود الحريديم في القدس على الانتقال للعيش في
وادي عارة البعيد وهناك حلول اضافية تتمثل باسكان الحريديم في منطقة
الجنوب مثل كريات غات واسدود التي تحولت الى هدف للهجرة الحريدية وهناك
فكرة اخرى تتمثل باقامة حي لليهود الحريديم في منطقة ديمونا.
وفي
النهاية نشرت الدراسة احصائية سنوية تبين نسبة اليهود المتدينون في القدس
مقابل من مجمل السكان اليهود في القدس حيث سجل عام 2000 نسبة يهودية بلغت
68.8% منها 38% متدينون فيما سجل عام 2008 نسبة يهودية بلغت 65% منها 32%
متدينون فيما توقعت الدراسة ان يسجل عام 2020 نسبة يهودية 61% منها 33.7%
متدينون وعام 2030 ستبلغ نسبة اليهود 65.5% منها 41% متدينون ما يشير الى
التغيير السريع في طابع المدينة السكاني اليهودي لصالح المتدينون ما سيجعل
القدس معقلا للمتزمتين بعد ان كانت مدينة علمانية بغالبيتها وطابع حياتها
واسلوب العيش فيها.
على المباني التاريخية، بناء صديق للبيئة، تطوير اماكن سياحية، الكثير من
الاعمال، هذا جزء من الصورة الوردية التي رسمها معدوا الخارطة الهيكلية
الجديدة للقدس والتي ترسم تصورا لتطوير المدينة خلال السنوات العشرين
القادمة لكن الضغوط السياسية الهادفة لتجميد البناء في المستوطنات من
شأنها ان تؤدي الي تغيير طابع المدينة السكاني وتحويلها اكثر الى مدينة
متدينة ومتزمتة ما يضع علامات استفهام كبرى حول امكانية تنفيذ الخارطة
الهيكلية الطموحة، وفقاً لصحيفة "هآرتس" التي نشرت دراسة مطولة بقلم "نير
حسون" تناولت شكل المدينة السكاني بعد عشرين عاما.
استند التوازن
الديموغرافي في المدينة خلال العقد الماضي على هجرة سنوية ثابتة للازواج
الشابة اليهودية المتدينة الى خارج حدود القدس ووجد الكثير منهم بيوتا
جديدة داخل مستوطنات الضفه الغربية مثل (بيتار عيليت وموديعين عليت).
وطرحت
الدراسة سؤالا افتراضيا حول شكل المدينة، فيما اذا جمدت اسرائيل البناء في
المستوطنات وتوقف خروج اليهود المتدينون من القدس الامر الذي سؤدي التي
تغيير ديموغرافي كبير وتخلط اوراق معدو الخارطة الهيكلية وسكان المدينة من
العلمانيين اليهود.
من المتوقع ان يبلغ عدد سكان القدس عام 2030
المليون نسمة ويستند التخطيط القائم على فرضية المحافظة على الوازن
السكاني الحالي بشكل او بأخر ومن الواضح بان التخطيط لا يتناسب مع الواقع
من ناحية الطبيعة السكانية.
ووفقاً لاقوال المختص بدراسات السكان
البرفسور سيرجي داله بروغله، فان نسبة التوازن بين العرب واليهود في
المدينة في الوقت الحالي 35% الى 65%ولكن هذا التوازن سيتغير خلال السنوات
القريبة بشكل دراماتيكي حيث سيشكل العرب ما نسبته 40% من سكان القدس حتى
عام 2020.
لكن الفجوة الحقيقية بين المخططون والواقع لا تتعلق
بالتوازن بين العرب واليهود وانما بالتوازن اليهودي ذاته بين المتدينين
والعلمانيين حيث افترض المخططون بان العلمانيين والمتدينيين الوطنيين
سيحافظون على غالبيتهم الثابتة بواقع 70% من مجموع السكان اليهود مقابل
اليهود المتزمتين المعروفين باسم "حريديم " عملا بان السبب الرئيسي
للغالبية المذكورة هو هجرة الحريديم المعاكسة وتركهم للقدس لصالح السكن في
المستوطنات وعدم نمو حجمهم بسرعة رغم كثرة الانجاب التي تميزهم حيث بلغت
نسبة الحريديوم عام 1995 ( 29% ) من مجموع السكان اليهود لترتفع بشكل طفيف
نسبيا وتبلغ هذه الايام 32% فقط.
وساعد في بطئ نمو الحريديم داخل
القدس حقيقة ان معظم المهاجرين من المدينة هم من الازواج الاكثر خصوبة
وانجابا حيث تسجل مستوطنتا (بيتار عليت ومودعين عليت) اللتان تشكلان قبلة
المهاجرين الحريديم، نسبة انجاب هي الاعلى في اسرائيل حيث تلد المرأة في
هذه المستوطنات 8 ولادات بالمتوسط وهي اعلى من نسبة الولادات المسجلة حتى
بين الحريديم داخل اسرائيل وتفوق نسبة زيادة سكان مودعين عليت مثيلتها في
القدس بخمسة اضعاف والسؤال المهم كيف ستؤثر هذه الزيادة الكبيرة اذا ما تم
تجميد البناء في المستوطنات؟ اذا ما علمنا بان الهجرة من القدس ليست
مقصورة على اليهود الحريديم وانما ايضا اليهود العلمانيين يتركون المدينة
لصالح السكن في مستوطنة معاليه ادوميم، حيث قال مخطط المدن يسرائيل كمحي
والعامل في مركز القدس لابحاث اسرائيل "ستكون امام العلمانيين دائما
الامكانية لترك المدينة ولكن الحريديم ملزمون بالسكن في مجتمع خاص بهم
لذلك لا يستطيعون الانتقال لاي مكان".
ويرسم الباحث والمختص بشؤون
الحريديم الدكتور يعقوب لوفي صورة متشائمة للوضع ويقول "هجرة الحريديم من
المدينة تسببت بالوضع الديموغرافي الحالي واذا ما تجمد البناء في مودعين
عليت وبيتار عليت سيزداد الضغط ويتفاقم وما جرى في ضواحي القدس الشمالية"
رمات شاؤول وشموئيل هنفي" سيجري في اماكن اخرى مثل كريات يوفيل وبيت فغان
وغيرها حيث سيرحل العلمانيون من هذه الضواحي وسينتقلون للسكن في منطقة غور
هاروفائيم وارنونا والطالبية فيما سيحل الحريديم في الضواحي الرخيصة".
ومن
شأن هذه العملية ان تأخذ دفعة اضافية اذا ادت هجرة العلمانيين الى هبوط
اسعار الشقق في الضواحي المستهدفة من قبل الحريديم وفي هذه الحالة فان خطة
رئيس البلدية نير بركات لتشجيع الازواج الشابة العلمانية والمتدينة للقدوم
الى المدينة لمنع تغيير طابع الاحياء العلمانية ستذوب تحت ضغط الحريديم
المتزايد .
شهد عام 1990 حركة بناء مكثفة لصالح الحريديم خارج الخط
الاخضر كان معظمها بعد اتفاقية اوسلو والنمو السريع لمستوطنة مودعين عليت
وبيتار عليت حسب رأي الخبراء أجّل مواجهة الدولة للضائقة السكنية التي
يواجهها جمهور الحريديم حيث استوعبت المستوطنتان الى جانب مدن اخرى داخل
الخط الاخضر مثل العاد وبيت شيمش الموجة الرئيسية من الزيادة الطبيعية
السريعة لدى الحريديم ولكن هناك ارتفاعا في الاسعار تشهده مدن العاد وبيت
شيمش في الفترة الاخيرة.
وقدم وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي
احد الحلول لهذه المشكلة يتمثل باقامة مدينة للحريديم في وادي عاره ولكن
من المشكوك فيه ان يوافق اليهود الحريديم في القدس على الانتقال للعيش في
وادي عارة البعيد وهناك حلول اضافية تتمثل باسكان الحريديم في منطقة
الجنوب مثل كريات غات واسدود التي تحولت الى هدف للهجرة الحريدية وهناك
فكرة اخرى تتمثل باقامة حي لليهود الحريديم في منطقة ديمونا.
وفي
النهاية نشرت الدراسة احصائية سنوية تبين نسبة اليهود المتدينون في القدس
مقابل من مجمل السكان اليهود في القدس حيث سجل عام 2000 نسبة يهودية بلغت
68.8% منها 38% متدينون فيما سجل عام 2008 نسبة يهودية بلغت 65% منها 32%
متدينون فيما توقعت الدراسة ان يسجل عام 2020 نسبة يهودية 61% منها 33.7%
متدينون وعام 2030 ستبلغ نسبة اليهود 65.5% منها 41% متدينون ما يشير الى
التغيير السريع في طابع المدينة السكاني اليهودي لصالح المتدينون ما سيجعل
القدس معقلا للمتزمتين بعد ان كانت مدينة علمانية بغالبيتها وطابع حياتها
واسلوب العيش فيها.