احداث ما بين عام 67 و70
كانت نتيجة ما سمي انتصارا في بعض الأقطار ،ونكسة في أخرى، كارثية على الشعب الفلسطيني المراد له ان يدفع ثمن اي خذلان.. واي هزيمة ..واي انتكاسة ..واي خيانه تحدث في المنطقة بل في العالم كله منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ،فشعبنا دفع ثمن هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى، ودفع ثمن ضياع الخلافة ،ودفع ثمن الخيانة العربية الكبرى ،ودفع ثمن الحرب العالمية الثانيه فكانت نكبته ،ودفع ثمن الفرقة العربية والزعامات الكذابة فكانت كارثة 67، التي اصبح الشعب الفلسطيني بعدها اكثر بعدا جغرافيا وسياسيا عن وطنه وحقه، واصبحت اوصاله اكثر تقطيعا ،واصبحت سكين جزاريه اقرب لحلقه من ذي قبل ،فماذا فعل هذا الشعب الجبار ...هل استكان او لان او هان ..؟هل انطوت عليه الخدعة الجديدة كسابقاتها ..؟
على عكس ذلك كانت ردة الفعل بطولية, حقا استفاد هذا الشعب من تجربته ، لقد رفض ان يرحل عن ما تبقى من أرض فلسطين رغم ارهاب المحتل وتخويفه وتضيقه عليه ، فكانت حركة النزوح طفيفة لا تذكر مقارنة بما حدث عام 48، وامتلأت شوارع المخيمات بحركة غير معهودة ،حركة ليست كسابق عهدها اناس يسعون لكسب قوتهم وتدبر امورهم اليومية لتحسين أوضاعهم الصعبة في المخيم.
حركة فيها غضب، وشك في كل ما يحيط بها من انظمة عربية، واصبح سب الملك حسين اللذي اشيع أنه كان على اتصال مع اليهود اثناء الحرب ،وهذا ما اعترف به هو لاحقا في اتفاقية وادي عربة، اصبح سبه في شوارع المخيمات في عمان امر طبيعي ،بل يومي حتي ينادي البائع على بضاعته بشتم هذا الملك، وسب ذاك، لم يكن كل شيء ولكنه كان اشارة الى كسر حاجز الإحترام والخوف ،واعلان الرفض والإستعداد للعمل، وفي هذه البيئة تعلق الشعب الفلسطيني بمنظمته الناشئة، وخصوصا حركة فتح وقوات العاصفة التي دخلت المخيمات ،واصبحت تُعبئ الشباب وتجندهم وتدربهم على السلاح في قواعد ارغم الملك حسين على السكوت عنها، خشية اثارة المشاعر ضده اكثر بعد فضيحته في النكسة، ولكن الحركة الفلسطينيه اخافت اليهود وأرعبت الحسين، فسرعان ما اصبحت المنظمة قوة لا يستهان بها، بل قد تفوق قوة جيشه هو ،وهاهي ترابط في الأغوار وتنفذ العمليات الناجحة واحدة تلو الأخرى، على غير ما تعود اليهود من يوم ان اعلنوا دولتهم .
فكانت خطة الملك بالتعاون مع اليهود على تصفية المقاومة ،بكشف ظهورهم من قبل الجيش الأردني ،المفترض انه يحمي ظهورهم ومهاجمتهم بآلة الحرب اليهودية المتطورة في الكرامة القرية الحدودية على نهر الاردن , وجرت الأمور هذه المرة على عكس ما اشتهى اليهود، ولأول مرةمنذ عام 48 يواجه اليهود قتالا.. قتالا حقيقيا...قتال المظلوم الذي خسر كل شيء لظالمه ...قتال الثائر الغاضب للجبار وزبانيته ،ويد الخيانة تقف متفرجة وتنتظر لعل الأمر يتم ،ولكن صمود الأبطال يملأ قلب الخائن قيحا ،ولكن الأوامر لا تصدر , وكلم البطل القيادة: الأخوه بحاجة لإسناد ما الأمر ،ويأتيه الجواب انتظر الأوامر ...انتظر الأوامر ...ولكن لا أوامر.
فيختار البطل الحر طريقه ،ويخلع بزته العسكرية، ويلف رأسه بشماغ العزبدلا من بورية العار العسكري... ويصدر أمره لأتباعه ..من كان حر ليتبعني والا فلينتظر الأوامر، ويساند أبطال الأردن عاصين لملكهم الخائن ابطال فلسطين ،ويكتب النصر... ويندحر العدو... ويخيب المهاجم والخائن ....ويجبر الحسين ان يقول انا الفدائي الأول، ويتبنى المعركة على انها معركته ليمالق من بقي مخدوعا به من اتباعه ، ويعلوا نجم المنظمة ورئيسها الشاب ياسر عرفات، كيف لا وقد افشل هجوما لجيش هزم الجيوش العربية ومرغ انفها في التراب منذ سنة فقط، ويزداد الشعب الفلسطيني ثقة بمنظمته، بينما تكسر هيبة اليهود ،فيقرروا ان يردوا الضربة وبخبث يهود، يكون ردهم حيث لا يتوقع احد ،فقاموا بإهانة كرامة امة الإسلام قاطبه ،واحرقوا المسجد الأقصى المبارك، واشاعوا ان مجنونا قام بهذا الفعل .
اذا فقد تعدى اليهود كل الخطوط، وهذه المرة لم تكن الضربة لفلسطين واهلها فقط ،ولا للعرب فقط ،بل ضربوا امة الإسلام كافة، وفي ثالث اهم مسجد من مساجدها، فماذا كانت ردة فعل امة الإسلام على حريق الأقصى وعلى هذه الاهانة ,, خرجت الجماهير الغاضبة تندد وتملل الناس وتحرك الوازع الديني فيهم، فكان لا بد للحكام ان يفعلوا شيئا والا عرف الجميع حقيقتهم ،وزال القناع اللذي يسترون قبحهم خلفه .
فخرجوا علينا ببدعة فيها أمل اكثر من سابقتها جامعة الدول العربيه ،هذه المرة الحدث اسلامي وبالتالي التحرك يجب ان يكون اسلاميا ،فانشأوا ما يسمى بمنظمة المؤتمر الإسلامي ،وانبثقت عنه لجنة سموها لجنة القدس، ياللأحلام الكبيرة.... ويا لقرب العودة.. هلل البسطاء وكبروا، وراحوا يحلمون بالماضي بدولة الخلافة التي مر على دفنها نصف قرن تقريبا ،بهذه الطريقة فقط نحقن اي تحرك شعبي او تنظيمي ضد عملائنا ،،وكروشهم ،،وعروشهم،،، ونقتل بقية الأمل في إعادة المارد النائم الى الحياة، هكذا فكر يهود ،وأوحو الى اتباعهم من الأذيال العرب ، فكانت منظمة المؤتمر الإسلامي الكيان الفاشل الثاني بعد الكيان الاول الأكثر فشلا ،وهو جامعة الدول العربية، اما عن لجنة القدس فقد تولاها ابن مدلل لليهود وهو لص اسمه الحسن الثاني ابن محمد الخامس ملك المغرب ،وبذا يتولى أمر القدس العميل الحسين في المشرق بحكم انها ضمن مملكته بعد الوحدة، والعميل الحسن في المغرب بحكم انه رئيس لجنة القدس، وكلاهما عمل بإخلاص كي تكون القدس عاصمة لدولة اليهود وليس العكس.
لم يُقنع هذا التحرك من عرف الحقيقة من الناس ، وخصوصا الشعب الفلسطيني ، الذي جرب هذه الأحلام والآمال من قبل ، وزاد الإحتقان ضد انظمة الخيانة بين صفوف الشباب الفلسطيني، وخصوصا في الأردن المنظقة التي تضم النسبة الكبيرة منهم ،وبالذات بعد دور هذا الخائن في معركة الكرامة ، الذي لم يستطيع تبريره الا على البسطاء اللذين لا يعرفون الا الولاء له ، وهو بدوره أخذ على عاتقه التكفير عن ذنب جيشه او عن ذنب الكتيبة من جيشه ، التي عصت أوامره ، ليضمن حماية اسياده اليهود ، فيصفي المنظمة او يُبعدها من الأردن ، كي لا تتواجد عل خط التماس مع اليهود .
وبين مكائده .. وحنق الفلسطينين عليه بعد ان عرفوا حقيقته ، أخذ الجو في الإشتعال في الأردن بين قوات المنظمة التي تزداد قوة يوما بعد يوم ، وجيش الملك ، وتلبدت الغيوم ، فلم يبقى الا ان تنطلق الشرارة ، ليُنفذ الحسين وعده لليهود ، ويكفر عن خطيئة من عصا أمره من جيشه في الكرامة ، فكانت أحداث أيلول عام 70 وما تبعها من خروج المنظمة من الأردن ، وهذا موضوع سطورنا القادمة بلإضافة الى حرب رمضان 73 فكونوا معنا
كانت نتيجة ما سمي انتصارا في بعض الأقطار ،ونكسة في أخرى، كارثية على الشعب الفلسطيني المراد له ان يدفع ثمن اي خذلان.. واي هزيمة ..واي انتكاسة ..واي خيانه تحدث في المنطقة بل في العالم كله منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ،فشعبنا دفع ثمن هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى، ودفع ثمن ضياع الخلافة ،ودفع ثمن الخيانة العربية الكبرى ،ودفع ثمن الحرب العالمية الثانيه فكانت نكبته ،ودفع ثمن الفرقة العربية والزعامات الكذابة فكانت كارثة 67، التي اصبح الشعب الفلسطيني بعدها اكثر بعدا جغرافيا وسياسيا عن وطنه وحقه، واصبحت اوصاله اكثر تقطيعا ،واصبحت سكين جزاريه اقرب لحلقه من ذي قبل ،فماذا فعل هذا الشعب الجبار ...هل استكان او لان او هان ..؟هل انطوت عليه الخدعة الجديدة كسابقاتها ..؟
على عكس ذلك كانت ردة الفعل بطولية, حقا استفاد هذا الشعب من تجربته ، لقد رفض ان يرحل عن ما تبقى من أرض فلسطين رغم ارهاب المحتل وتخويفه وتضيقه عليه ، فكانت حركة النزوح طفيفة لا تذكر مقارنة بما حدث عام 48، وامتلأت شوارع المخيمات بحركة غير معهودة ،حركة ليست كسابق عهدها اناس يسعون لكسب قوتهم وتدبر امورهم اليومية لتحسين أوضاعهم الصعبة في المخيم.
حركة فيها غضب، وشك في كل ما يحيط بها من انظمة عربية، واصبح سب الملك حسين اللذي اشيع أنه كان على اتصال مع اليهود اثناء الحرب ،وهذا ما اعترف به هو لاحقا في اتفاقية وادي عربة، اصبح سبه في شوارع المخيمات في عمان امر طبيعي ،بل يومي حتي ينادي البائع على بضاعته بشتم هذا الملك، وسب ذاك، لم يكن كل شيء ولكنه كان اشارة الى كسر حاجز الإحترام والخوف ،واعلان الرفض والإستعداد للعمل، وفي هذه البيئة تعلق الشعب الفلسطيني بمنظمته الناشئة، وخصوصا حركة فتح وقوات العاصفة التي دخلت المخيمات ،واصبحت تُعبئ الشباب وتجندهم وتدربهم على السلاح في قواعد ارغم الملك حسين على السكوت عنها، خشية اثارة المشاعر ضده اكثر بعد فضيحته في النكسة، ولكن الحركة الفلسطينيه اخافت اليهود وأرعبت الحسين، فسرعان ما اصبحت المنظمة قوة لا يستهان بها، بل قد تفوق قوة جيشه هو ،وهاهي ترابط في الأغوار وتنفذ العمليات الناجحة واحدة تلو الأخرى، على غير ما تعود اليهود من يوم ان اعلنوا دولتهم .
فكانت خطة الملك بالتعاون مع اليهود على تصفية المقاومة ،بكشف ظهورهم من قبل الجيش الأردني ،المفترض انه يحمي ظهورهم ومهاجمتهم بآلة الحرب اليهودية المتطورة في الكرامة القرية الحدودية على نهر الاردن , وجرت الأمور هذه المرة على عكس ما اشتهى اليهود، ولأول مرةمنذ عام 48 يواجه اليهود قتالا.. قتالا حقيقيا...قتال المظلوم الذي خسر كل شيء لظالمه ...قتال الثائر الغاضب للجبار وزبانيته ،ويد الخيانة تقف متفرجة وتنتظر لعل الأمر يتم ،ولكن صمود الأبطال يملأ قلب الخائن قيحا ،ولكن الأوامر لا تصدر , وكلم البطل القيادة: الأخوه بحاجة لإسناد ما الأمر ،ويأتيه الجواب انتظر الأوامر ...انتظر الأوامر ...ولكن لا أوامر.
فيختار البطل الحر طريقه ،ويخلع بزته العسكرية، ويلف رأسه بشماغ العزبدلا من بورية العار العسكري... ويصدر أمره لأتباعه ..من كان حر ليتبعني والا فلينتظر الأوامر، ويساند أبطال الأردن عاصين لملكهم الخائن ابطال فلسطين ،ويكتب النصر... ويندحر العدو... ويخيب المهاجم والخائن ....ويجبر الحسين ان يقول انا الفدائي الأول، ويتبنى المعركة على انها معركته ليمالق من بقي مخدوعا به من اتباعه ، ويعلوا نجم المنظمة ورئيسها الشاب ياسر عرفات، كيف لا وقد افشل هجوما لجيش هزم الجيوش العربية ومرغ انفها في التراب منذ سنة فقط، ويزداد الشعب الفلسطيني ثقة بمنظمته، بينما تكسر هيبة اليهود ،فيقرروا ان يردوا الضربة وبخبث يهود، يكون ردهم حيث لا يتوقع احد ،فقاموا بإهانة كرامة امة الإسلام قاطبه ،واحرقوا المسجد الأقصى المبارك، واشاعوا ان مجنونا قام بهذا الفعل .
اذا فقد تعدى اليهود كل الخطوط، وهذه المرة لم تكن الضربة لفلسطين واهلها فقط ،ولا للعرب فقط ،بل ضربوا امة الإسلام كافة، وفي ثالث اهم مسجد من مساجدها، فماذا كانت ردة فعل امة الإسلام على حريق الأقصى وعلى هذه الاهانة ,, خرجت الجماهير الغاضبة تندد وتملل الناس وتحرك الوازع الديني فيهم، فكان لا بد للحكام ان يفعلوا شيئا والا عرف الجميع حقيقتهم ،وزال القناع اللذي يسترون قبحهم خلفه .
فخرجوا علينا ببدعة فيها أمل اكثر من سابقتها جامعة الدول العربيه ،هذه المرة الحدث اسلامي وبالتالي التحرك يجب ان يكون اسلاميا ،فانشأوا ما يسمى بمنظمة المؤتمر الإسلامي ،وانبثقت عنه لجنة سموها لجنة القدس، ياللأحلام الكبيرة.... ويا لقرب العودة.. هلل البسطاء وكبروا، وراحوا يحلمون بالماضي بدولة الخلافة التي مر على دفنها نصف قرن تقريبا ،بهذه الطريقة فقط نحقن اي تحرك شعبي او تنظيمي ضد عملائنا ،،وكروشهم ،،وعروشهم،،، ونقتل بقية الأمل في إعادة المارد النائم الى الحياة، هكذا فكر يهود ،وأوحو الى اتباعهم من الأذيال العرب ، فكانت منظمة المؤتمر الإسلامي الكيان الفاشل الثاني بعد الكيان الاول الأكثر فشلا ،وهو جامعة الدول العربية، اما عن لجنة القدس فقد تولاها ابن مدلل لليهود وهو لص اسمه الحسن الثاني ابن محمد الخامس ملك المغرب ،وبذا يتولى أمر القدس العميل الحسين في المشرق بحكم انها ضمن مملكته بعد الوحدة، والعميل الحسن في المغرب بحكم انه رئيس لجنة القدس، وكلاهما عمل بإخلاص كي تكون القدس عاصمة لدولة اليهود وليس العكس.
لم يُقنع هذا التحرك من عرف الحقيقة من الناس ، وخصوصا الشعب الفلسطيني ، الذي جرب هذه الأحلام والآمال من قبل ، وزاد الإحتقان ضد انظمة الخيانة بين صفوف الشباب الفلسطيني، وخصوصا في الأردن المنظقة التي تضم النسبة الكبيرة منهم ،وبالذات بعد دور هذا الخائن في معركة الكرامة ، الذي لم يستطيع تبريره الا على البسطاء اللذين لا يعرفون الا الولاء له ، وهو بدوره أخذ على عاتقه التكفير عن ذنب جيشه او عن ذنب الكتيبة من جيشه ، التي عصت أوامره ، ليضمن حماية اسياده اليهود ، فيصفي المنظمة او يُبعدها من الأردن ، كي لا تتواجد عل خط التماس مع اليهود .
وبين مكائده .. وحنق الفلسطينين عليه بعد ان عرفوا حقيقته ، أخذ الجو في الإشتعال في الأردن بين قوات المنظمة التي تزداد قوة يوما بعد يوم ، وجيش الملك ، وتلبدت الغيوم ، فلم يبقى الا ان تنطلق الشرارة ، ليُنفذ الحسين وعده لليهود ، ويكفر عن خطيئة من عصا أمره من جيشه في الكرامة ، فكانت أحداث أيلول عام 70 وما تبعها من خروج المنظمة من الأردن ، وهذا موضوع سطورنا القادمة بلإضافة الى حرب رمضان 73 فكونوا معنا